تحقيقات

الشعب الجزائري سئم الفساد والوضع الاقتصادي


لا يزال المواطنون في الجزائر يشعرون بـ”الإحباط والغضب” إزاء الظروف الاقتصادية، إذ وصف أغلبهم الوضع بأنه “سيئ”، وقال ربع المشاركين في استطلاع رأي، إن الاقتصاد هو أهم قضية تهم البلاد بعد الفساد.

ويرى الجزائريون أن الفساد والوضع الاقتصادي يمثلان أكبر مشكلتين في بلدهم، حيث ذكر 30 بالمئة الفساد بصفته أهم تحدي يواجه الدولة، وقال 25 بالمئة إن التحدي الأكبر يتمثل في وضعية الاقتصاد، تليها الخدمات العامة وانعدام الاستقرار وكورونا ثم التدخلات الأجنبية.

جاءت هذه النتائج في استطلاع نشره مركز الباروميتر العربي، وهو شبكة بحثية مستقلة، في تقريره الحديث “الجزائر: تقرير استطلاعات الرأي العام”. وورد فيه أن  هناك إقبالا متزايدا على التفاؤل بالمستقبل، مع تحسن تقديرات وتوقعات المواطنين للوضع الاقتصادي القائم، مقارنة بأرقام آخر استطلاع للمركز عام 2019 ، حيث قال 38 بالمئة، إن الوضع الاقتصادي سيصبح أفضل على مدار السنوات الثلاث المقبلة.

وأجرى المركز استطلاع الرأي خلال الفترة من 26 مايو إلى 7 يوليو من السنة الماضية، بمشاركة 2162 جزائري وجزائرية في أماكن سكنهم.

وبخصوص النظام السياسي، يورد التقرير أن عددا قليلا من الجزائريين، “يشعرون بالرضا”، حيث يجمع أغلب المشاركين، أنّه “يحتاج إلى الإصلاح، أو حتى الاستبدال بالكامل”.

ويقول 4  بالمئة فقط، إن النظام السياسي “جيد كما هو حاليا”، وعلى ذلك، فإن مستوى الإصلاح المنشود متباين؛ إذ يرى الثلث أنه يجب أن يكون إصلاحا  طفيفا، ويؤمن أكثر من الثلث بقليل أنه يجب أن يكون إصلاحا كبيرا، ويعتبر الربع أن من الأفضل استبدال النظام بالكامل.

وأظهرت نتائج التقرير أن جودة الصحة والتعليم وخدمات جمع النفايات، وكذلك حالة البنية التحتية للطرق والمواصلات دون مستوى توقعات المواطنين، بالإضافة إلى مشكل الانقطاعات متكررة في المياه، وفي الكهرباء بدرجة أقل.

وأعرب أغلب الجزائريين عن عدم الرضا إزاء نظام التعليم الحكومي، بنسبة وصلت 62 بالمئة، والرعاية الصحية (64 بالمئة) وجودة الشوارع (67 بالمئة) وجمع النفايات (57 بالمئة).  

وفي موضوع العلاقات الخارجية، يدعم الجزائريون تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا، ومع روسيا بصورة متزايدة، إذ أن الآراء حول البلدين إيجابية، بينما يرغب أكثرهم في علاقات أضعف مع فرنسا؛ القوة الاستعمارية السابقة بالجزائر، فيما كانت الآراء معتدلة أكثر تجاه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية.

وتبقى أرقام التمييز المنحازة ضد المرأة “قوية” في الجزائر، بحسب الاستطلاع، حيث ترى الأغلبية العظمى أن الرجال أفضل من النساء في مناصب القيادة السياسية، ويعتبر الثلث تقريبا أنه من الأهم للذكور الحصول على التعليم الجامعي مقارنة بالإناث، وسجلت أقلية “غير هينة”، أن المرأة تواجه أخطار التحرش والعنف بشكل متزايد.

وفيما يخص البيئة، يشعر أغلب المواطنين بـ”القلق”، إذ يرون أن غياب وعي المواطنين والتحركات الحكومية في هذا الملف تسهم كثيرا في تزايد التحديات البيئية، وعلى وجه التحديد، يشعر الكثيرون بالقلق حول توفر المياه وجودتها.

وبينما يدعم أغلب المواطنين الحكومة على مسار بذل المزيد من الجهود تجاه التغير المناخي، فهذا الملف يتنافس مع أولويات أخرى كثيرة، بحيث لم يذكر أحد تقريبا أن التغير المناخي هو التحدي الأكبر الذي يواجه البلد أو اعتبره مجال إنفاق حكومي له الأولوية القصوى.

وفي موضوع كورونا، يعتبر الجزائريون أن الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها الجائحة مقلقة أكثر من التعرض لعدوى الفيروس، حيث تبقى  المخاوف الاقتصادية هي الأهم في تقديرهم، إذ يقول 46 بالمئة إن التضخم وندرة السلع الأساسية وفقدان الدخل هي أكبر تحديات تسببت فيها كورونا.

كما يثير الموضوع القلق حول جوانب أخرى، تشمل اضطراب الحياة التعليم (13 بالمئة) والآثار والتبعات النفسية (11 بالمئة)، بينما اعتبر 9 بالمئة فقط أن الإصابة بكورونا هي أكبر تحد يخص الجائحة.

وبحسب أرقام الاستطلاع، يعتقد الجزائريون بأن الجائحة أثرت على العائلات الأفقر في المجتمع بصورة خاصة، حيث قال  71 بالمئة إن الجائحة أثرت أكثر على المواطنين الأقل نصيبا من الثروة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى