تحقيقات

يوقع تبون شهادة فشل الجزائر في تنظيم الأحداث المجمعة و يضع بلده في ورطة


“سخونية الراس كترجع بالبرودة”، مثل مغربي دارج ضارب في عمق التاريخ و قد تخرج علينا بعض صحف الجارة الشرقية لتقول أنه مثل جزائري، و هي التي تعودت على السرقات الفكرية و الأدبية و التاريخية لبلد بالكاد تجاوز عمره نصف قرن، و لربما “نسيبتي أكبر منو في العمر”.

“سخونية رأس” المدعو تبون، الوجه الذي يضعه العسكر الحاكم بقصر المرادية في الواجهة، لتلقي الصفعات محلها، و الذي هو في الأصل لا يقرر و إنما ينفذ ما يملى عليه، تحول و مسؤولو بلاده في الآونة الأخيرة لمحط سخرية لاذعة بسبب قرارات صبيانية حولت مع كامل الأسف بلد المليون شهيد لبلد المليون نكتة ساخرة.

البطولات المجمعة، و نحن هنا لا نتحدث عن بطولة إفريقيا للمحليين، و التي ما هي سوى مثال صغير، أظهرت و بما لا يدع مجالا للشك أن “اللعب كبير” على الدول الصغيرة، ليس من حيث المساحة و إنما التي يسيرها أشخاص بعقول صغيرة حجمها لربما أصغر من بيت العنكبوت.

تبون و من يقرر مكانه، اختاروا أن يسلطوا الأنظار على بلدهم، و الذي بالمناسبة نحترم شعبه و نقدره، حيث عاب عليهم العالم بأسره قراراتهم الصبيانية المتناقضة، التي يغيرونها بين كل لحظة و أخرى و لربما مثل تلك الحفاظات التي يغيرها “الكابرانات” الذين اختاروا الموت فوق كراسي الحكم.

آخر هاته القرارات الصادرة من قصر المرادية، غلق المجال الجوي و البحري و البري في وجه أي شيء قادم من المغرب، بعدها تم تحيين القرار و قرر حكام العسكر في الجارة الشرقية “المروك مايدخلوش عبر طائرات تحمل صفة الملكية للجزائر”، و في نهاية المطاف قرروا “المروك لابغاو يجيو عندنا اوكي، لكن في طائرات أخرى غير لارام”، و كأن عبارة “الملكية” المرصعة في جوانب طائرات الخطوط الملكية المغربية عقدة لهم و تثير رعبهم.

هي قرارات في أصلها لا تنبني على منطق، المنطق نفسه الذي غاب حين تعلق الأمر بالطائرة الخاصة التي ستقل جياني انفانتينو رئيس الفيفا و معه باتريس موتسيبي رئيس الكاف من المغرب للجزائر، يوم غد الجمعة، بعد أن يحضرا لقرعة الموندياليتو بالرباط و منه مباشرة للجزائر لحضور افتتاح الشان.

تبون و حكام العسكر لم يمتلكوا الجرأة ليحافظوا على قراراتهم السابقة بمنع أي طائرة قادمة من المغرب من دخول الأجواء الجزائرية مباشرة، حيث عجزوا عن منع رئيسي الفيفا و الكاف من ذلك خوفا من أن تتضاعف العقوبات الرسمية على بلد أظهر أنه عاجز عن تنظيم البطولات المجمعة و بالأخص حين يكون المغرب مشاركا فيها، و ما بطولة كأس العرب للناشئين سوى دليل على ذلك، فكيف لبلد عجز عن تأمين مقابلة للصغار أن يحتضن بطولة مجمعة.

الجزائر بقرارات حكامها أضحت في وضع لا تحسد عليه، و بطولة الشان لربما ستكون آخر البطولات المجمعة التي تحتضنها البلاد، لسبب بسيط أن كرة القدم للجميع، و أن كرة القدم رياضة و الرياضة لا يجب خلطها بالسياسة، و الفيفا و الكاف واضحيتين في هذا الأمر، فسلام من الآن على بطولة 2025، و كَا يقول المثل المغربي الدارج أيضا، “جريو طوالكم يا جيران” و عنداكم تقولو هاد المثل حتى هو ديالكم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى