تحقيقات

امتد سعار الجزائر الى اعتقال مغاربة قرب السعيدية من طرف “البحرية الجزائرية”


أعاد بلاغ وزارة الدفاع الجزائرية باعتقال ثلاثة مواطنين مغاربة، زعمت أنهم اخترقوا حدودها البحرية، إلى الأذهان “واقعة السعيدية”، ومصير جثة مواطن أطلق عليه النار، وآخر لا يزال معتقلا في سجون الجارة الشرقية، يحملان كلاهما الجنسيتين المغربية والفرنسية.

وأصبحت المنطقة الشمالية لشاطئ “مرسى بن مهيدي” الحدودي مع مدينة السعيدية تحت نيران البحرية الجزائرية، التي أصبحت تستهدف بشكل واضح كل شخص يحمل الجنسية المغربية ويحاول الاقتراب منها.

واستغرب نشطاء مغاربة “تبريرات الدفاع الجزائرية”، التي لم تفرج عن أي أدلة ملموسة بكون المعتقلين الثلاثة ينشطون في عصابات للتهريب أو المخدرات أو يحاولون الهجرة إلى أوروبا، مكتفية فقط بـ “أنهم اخترقوا حدودها البحرية”.

وإلى حدود اليوم لا يزال المغرب وفرنسا يجريان تحقيقا في “واقعة السعيدية”، التي وصفها العديد من المغاربة بـ “العمل الإجرامي” في حق مواطنين عزل كان خطؤهم الوحيد الخروج بمسافة جد قليلة، وبدون نية سيئة عن الحدود البحرية الفاصلة مع الجارة.

ويرى المحلل السياسي محمد الغواطي أن “ما تقوله وزارة الدفاع الجزائرية ليس بالجديد، إذ تنضاف مبرراتها إلى أكاذيب طويلة، ومحاولة أخرى للتأثير على الداخل الجزائري”.

ويضيف أن “هذا البلاغ يندرج في إطار سياسة معروفة وقديمة للنظام الجزائري هي الترويج لوجود عدو مجاور اسمه المغرب، وبأن هذا البلد يحاول إدخال المخدرات إلى أراضيها، بمعنى أنه يهدد أمنها القومي”.

وتابع قائلا: “معروف أن الشارع الجزائري خلال هاته الظرفية فقد الثقة في قيادته، والبلاغات التي يتم ترويجها تحاول دائما نسب الفشل الحاصل إلى المغرب”، مبرزا أن “هنالك مسؤولية أخلاقية تم التخلي عنها لدى القادة الجزائريين تتعلق بحسن الجوار، والاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين”.

وأكد الغواطي  أن “لا ذرة من الإنسانية توجد لدى النظام الجزائري، الذي يحرص على استمرار النزاع مع المغرب، وبث السم في العلاقات بين الطرفين”.

وأضاف أن “عدم الرد المغربي يفسر أن المملكة لا يمكن أن تقوم بما يقوم به النظام العسكري الجزائري”، لافتا إلى أن “المغرب مملكة عريقة ولها تاريخ طويل وتحترم نفسها جيدا”.

من جانبه اعتبر عباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “الاعتقال الجديد لمواطنين مغاربة هو تجسيد آخر لسياسة العداء التي ينهجها النظام العسكري بالجارة الشرقية للمغرب”.

وأوضح الوردي، في تصريح، أن “هاته محاولة واضحة لاستفزاز المملكة المغربية، التي كما يعلم المنتظم الدولي لها من الرزانة والحكمة ما يفوق نظام تبون، وتتعامل وفق القنوات الديبلوماسية بخصوص أي استفزاز”.

واسترسل قائلا: “هاته محاولات أخرى للنظام لإقناع الشارع الجزائري بسياسته الفاشلة في الضرر بالمغرب، وبالاعتناء بجبهة البوليساريو في مخيمات الرابوني التي يشهد الجميع بفشل أطروحتها”.

وأضاف أن “هذا المستجد يؤشر من جديد على نهج الجزائر سياسة الفوضى، وغياب الرؤية الحكيمة لدى جنرالاتها عكس المملكة، التي تسير في طريق التقدم، والنأي بنفسها عن ردود الفعل والممارسات الصبيانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى