شوقي بن زهرة : “قصر المرادية” يقتات من نظرية المؤامرة ومعاداة المغرب

قال الناشط الجزائري المعارض شوقي بن زهرة إن “الوضع الحقوقي اليوم في الجزائر يعيش أسوأ وأحلك مراحله منذ سبعينيات القرن الماضي”، مُسجلا غياب “أي أصوات مُعارضة في الداخل الجزائري بسبب التضييق الذي تمارسه السلطات على هذه الأصوات، حيث صار التعبير عن مجرد رأي مُخالف فيما يخص الأوضاع الاجتماعية في البلاد ممنوعا ومُعاقبا عليه، فما بالك بالأوضاع السياسية وبسياسات النظام الداخلية والخارجية”.
وفي تقييمه للأربع سنوات الأولى من العهدة الرئاسية للرئيس الحالي عبد المجيد تبون، سجل الناشط المتابع من لدن القضاء الجزائري بتهم بعديدة أبرزها المساس بأمن الدولة والتحريض ضد المؤسسات أن “عهدة هذا الرئيس المُعين شهدت احتقانا اجتماعيا غير مسبوقا وترديا في الأوضاع الاقتصادية للبلاد إضافة إلى تدجين الأحزاب وتصحر الساحة السياسية، حيث صار الخطاب السياسي الجزائري نفسه كارثيا إن على المستوى الداخلي أو الخارجي؛ وهو ما أفضى إلى تضرر صورة الجزائر وسمعتها إقليميا ودوليا ونبذها من طرف المنتظم الدولي، دون أن ننسى فقدان مؤسسة الرئاسة لوزنها وهيبتها في المشهد السياسي على حساب المؤسسة العسكرية”.
وعلى مستوى العلاقات الدولية لـ”قصر المرادية”، أضاف المُعارض الجزائري اللاجئ في فرنسا أن “الجزائر خلقت، في السنوات الأخيرة، بسبب حماقاتها الدبلوماسية، أزمات غير مسبوقة مع عدد من الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ على رأسها المغرب، ثم مؤخرا الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى أزمات أخرى مع عدد من الدول الأوروبية على غرار إسبانيا”، لافتا في هذا الصدد إلى أن “النظام راهن، بقطع علاقاته الدبلوماسية مع مدريد، على تغيُر حكومة سانشيز وتغيير الحكومة الإسبانية لموقفها من قضية الصحراء؛ غير أن لا شيء من ذلك حدث، فعاد هذا النظام صاغرا ليطلب من إسبانيا إعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين”.
في السياق نفسه وعلاقة بموقف الجزائر المتعنت من قضية الصحراء المغربية، أوضح المتحدث ذاته أن “النظام الجزائري صار يتنفس العداء للمملكة المغربية باعتباره السبيل الوحيد بالنسبة له من أجل التغطية على فشله الاقتصادي والسياسي؛ وبالتالي فإن هذا العداء صار حالة مرضية لدى النظام الحاكم الذي لا يمكن أن يضمن استمرار وجوده وشرعيته إلا بوجود بُعبع خارجي وعدو وهمي، هذا الأخير أضحى ضرورة وجودية وحتمية لاستمرار النظام في حكم الجزائريين”.
وبالمثل، لفت الناشط الجزائري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “وجود ميليشيات البوليساريو أضحى هو الآخر ضرورة حتمية بالنسبة لهذا النظام من أجل نهب المليارات من الدولارات من الخزينة العمومية وتبرير الميزانيات الضخمة التي تُصرف سنويا على المؤسسة العسكرية بمبرر وجود خطر على الحدود وقوى أجنبية تستهدف استقرار الجزائر؛ في حين أن الأصح هو أن النظام نفسه هو أكبر مزعزع لاستقرار المنطقة بمقارباته العدمية في كل القضايا المتعلقة بهذه المنطقة”.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول سر استهداف الإعلام الرسمي الجزائري للتحالف المغربي الإماراتي واتهامه المتكرر بالتآمر لمحاولة ضرب استقرار الدولة الجزائرية، أشار بن زهرة إلى أن “النظام تربطه بنظرية المؤامرة قصة حب لا تنتهي ومنذ زمن بعيد؛ ذلك أن هذا الأول بُني أساسا على هذه النظرية”، لافتا إلى “الجزائر إنما تحاول بالترويج لهكذا مؤامرات حجب فشلها في نسج تحالفات استراتيجية وشراكات اقتصادية قارة مع القوى الإقليمية في وقت تمكن فيه المغرب من التأسيس لمرحلة جديدة في علاقاته الدولية وشراكاته من خلال تنويع هذه الشراكات وجلب العملة الصعبة والاستثمارات إلى البلاد”.
وزاد شارحا: “الجزائر إنما تحاول تغطية هذا الفشل الذي راكمته على جميع المستويات من خلال نسج نظريات للمؤامرة وقصص حول تآمر بعض الدول على أمنها؛ غير أن كل هذه الروايات والقصص لا يمكن أن لعقل سليم أن يُصدقها، إذ لا يعدو الأمر أن يكون مجرد محاولات يائسة من النظام العسكري لإلهاء الرأي العام الجزائري وحجب شمس فشله بغربال المؤامرات”.